إحدى أحدث الاتجاهات والطرق الحديثة لتصوير الطعام والدعاية المؤثرة للمطاعم هي الاستعانة بموديل يمثل الجمهور المستهدف. تستخدم الشركات البارزة في مجال تصوير الطعام هذا الأسلوب بشكل احترافي في المطاعم والفنادق ومنشآت تقديم الأغذية وخدمات الضيافة. يعتمد هذا الأسلوب على إظهار الأيدي في الصورة لإضافة عامل بشري يشعر المشاهد أو المستهلك بالترابط مع البراند. يمكن استخدام الأيدي في الصورة بعدة طرق مختلفة في مراحل مختلفة للطبق. على سبيل المثال، يمكن أن يتم إظهار يد ترش قليلاً من الجبن على إحدى أطباق المكرونة خلال مرحلة الإعداد. كما يمكن استخدام الأيدي أثناء تقديم الطعام، مثل إظهار يد مضيف المطعم وهو يحمل الطبق ويضعه على الطاولة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضًا أن تظهر يد تتناول الطعام، سواءًا كان ذلك عن طريق مسك الشوكة أو حمل أحد ساندوتشات البرجر.
إظهار الأيدي في صور الطعام يساهم في إيصال رسالة إنسانية ويخلق تواصلًا وترابطًا بين المشاهد والعلامة التجارية، مما يزيد من جاذبية الصور ويجذب الانتباه إلى المنتجات والخدمات التي يتم ترويجها. إن استخدام هذا الأسلوب قد أثبت نجاحه في تعزيز الصورة الإعلانية للمطاعم وزيادة إلمام الجمهور بالعلامة التجارية ومنتجاتها.
٢- صور بسيطة minimalist
ينبعث من الاتجاه “البساطة” أو “الـ Minimalism” إحساس بالأناقة والهدوء، حيث يتم تبسيط الصورة باستخدام أقل عدد من الاكسسوارات واستخدام “المساحة السلبية”، وهي المساحة الفارغة التي لا تحتوي على أي عناصر في الصورة. يتم التركيز في هذا الأسلوب على الطعام نفسه فقط. يستخدم المصورون خلفية أو طاولة بسيطة وأطباق قليلة تحيط بالطعام لتحقيق هذا الهدف. عادةً، تتضمن الصورة ثلاثة عناصر رئيسية فقط بالإضافة إلى الخلفية، مثل طبق التقديم وسكين أو شوكة وربما فوطة المائدة. يتم تسليط الضوء على جمال الطبق ومحتوياته، ويصبح الطعام المحور الرئيسي للصورة، مما يلفت انتباه المشاهد. كما يشتمل هذا الأسلوب غالبًا على جعل الخلفية غير واضحة لتعزيز تركيز الصورة على الطعام بشكل أكبر.
٣- اختيار لون واحد monochromatic
النهج الأحادي اللون أو “Monochromatic” هو وسيلة فعالة لخلق تأثير مبهج في صور الطعام. يعتمد هذا النهج على اختيار لون رئيسي للصورة واستخدام درجات مماثلة أو أغمق أو أفتح قليلًا من نفس اللون لبقية العناصر الأخرى في التكوين. يتم الحرص على تحقيق تناغم وتوازن في الصورة، حيث يظهر اللون الرئيسي كعنصر مترابط ومسيطر في الصورة. تطبيق النهج الأحادي اللون يعمل على توحيد الصورة وإضفاء جمالية خاصة عليها. يساعد هذا النهج في خلق تناغم بصري وتوازن في الصورة، حيث تتداخل الدرجات المختلفة من نفس اللون لتشكل وحدة واحدة متناغمة. يمكن أن يكون لهذا النهج تأثير قوي وجذاب، حيث يساعد على إبراز جمال الطعام وتفاصيله بشكل فريد ومميز. تستخدم الشركات والمصورين هذا النهج في صور الطعام لإضافة عنصر من الأناقة والتفرد، ولجذب انتباه المشاهدين وإبهارهم بالتركيبة اللونية المتناغمة. يعد النهج الأحادي اللون خيارًا فنيًا رائعًا لتحقيق صور مذهلة ومبهجة للأطعمة.
٤- اختيار الإضاءة الوان جريئة ومبهرة
يتمحور هذا الاتجاه حول الصور الجريئة والمعاصرة التي تستخدم الألوان الزاهية في عناصر التصوير. يتم تحقيق ذلك من خلال استخدام إضاءة جريئة ومبهرة للصورة والخلفية، مما يخلق تكوينًا مليئًا بالحيوية. يستوحي المصورون هذا الاتجاه من فترة الثمانينات التي تشتهر بألوانها الزاهية والمشرقة. يعتمد الاتجاه على استخدام إضاءة ناعمة بالإضافة إلى دمج الظلال الخفيفة. يتم إنشاء بعض الخطوط، سواء كانت متوازية أو منحرفة، باستخدام العناصر المستخدمة في تناول الطعام مثل الأسياخ الخشبية وخطوط الشواية أو أعواد الكرفس، والسكاكين والأواني المستطيلة أو الدائرية. يتم ذلك لجذب الانتباه مباشرةً نحو موضوع الصورة وإعطاء تناسق وتوازن للتكوين. هذا الاتجاه يهدف إلى إبراز الحيوية والديناميكية في الصورة، ويعطي نتيجة بصرية جذابة وملفتة للنظر. يتم استخدام الألوان الزاهية والإضاءة النابضة بالحياة لخلق صور تنبض بالحيوية والطاقة. يعد هذا النهج مناسبًا للتصوير الدعائي والتسويقي، حيث يهدف إلى جذب الانتباه وإبراز العناصر المراد تسويقها بشكل فريد ومبهر.
٥- تصوير فيديو قصير او GIF
ويتجه المصورون إلى توظيف الحركة مع تصوير الطعام لإضافة ديناميكية تُلفت الأنظار وتحيي الصورة، وذلك سواء من خلال عرض صور الطعام في شكل مقاطع فيديو وصور متحركة ” GIF”، أو من خلال إظهار حركة ما في اللقطة، مثل حركة الصب ، أو التقليب، او الرش ، فكل ذلك من شأنه إعادة إحياء الصورة الثابتة، وجعل الطعام أكثر حيوية وجاذبية. فإن مقاطع الفيديو تعد أسلوب رائع لإنشاء رسالة قوية وجذابة، في غضون ثوانٍ، حيث يمكن استخدامها بعدة طرق وعبر العديد من الوسائط المختلفة، بأشكال طويلة وقصيرة، كما يتم دمجها مع الموسيقى ليكتمل بها المشهد، وينتمي لهذا الاتجاه فكر الـ ” Stop Motion ” والذي يتم إنشاؤه عن طريق تجميع أكثر من صورة ثابتة لصنع قصة ما للطبق بشكل ملفت للنظر كما يتحقق هذا الاتجاه، من خلال التقاط الحركة في الصورة لخلق إحساس ديناميكي مليء بالطاقة، حيث تحظى هذه التقنية بشعبية خاصة بالنسبة للمشروبات والصلصات، لأنها تخلق إحساسًا بالحركة والإثارة، مثل صورة يتم التقاطها أثناء رش حبات السكر على طبق من الكوكيز، أو تصوير تساقط صوص الشوكولاتة على الكعكة، أو حتى أثناء ذوبان الجبن بين طبقات أحد الساندوتشات.
٦- تقليل الإضاءة واستخدام الظلال
يعتمد العديد من المصورين في مجال تصوير الطعام على خلق أجواء قاتمة نوعًا ما، من خلال استغلال الضوء والتكوين في الصورة لإنشاء صورة تولد استجابة عاطفية من المشاهد، والتأثر بشكل ما مع أجوائها، وهو الغرض الأساسي من الـ ” Moody Photo ” . حيث يتم الاعتماد غالبًا على الظلال العميقة، والألوان الدافئة، لخلق جو مريح في الصورة مع التركيز على جعل المنتج هو البطل في الصورة، وتوظيف بعض العناصر والخلفيات الفريدة، مثل الخشب الداكن ويتم استخدام الضوء الطبيعي والظلال لخلق العمق والتباين في الصورة، بالإضافة إلى ذلك، يتم عمل بعض التعديلات باستخدام تقنيات ما بعد المعالجة مثل درجة التباين، وضبط درجة حرارة اللون أو ما يعرف بـ” Color Temperature ” . ويشتهر استخدام تلك التقنية بشكل خاص لتصوير أصناف المخبوزات والمشروبات الدافئة أو الأطعمة التي تُشعرك بالـ “نوستالجيا”، لأنها تخلق أجواء مريحة وجذابة.
٧- الاستعانة بالنمط المتساوي – symmetrical
نمط المحاذاة المتساوية يعطي شعورًا بالتوازن والتناغم في الصورة، حيث يتم وضع العناصر المتكررة بشكل متناظر على جانبي الإطار. يتم استخدام الخطوط والأشكال المتكررة لإنشاء توازن بصري وتناغم في التكوين. يتم تحقيق ذلك عن طريق وضع العناصر الغذائية بشكل متناظر على الطبق أو المنضدة، وتكرار أشكال معينة مثل الدوائر أو المستطيلات في الترتيب. هذا النمط يعطي صورة متوازنة وجمالية، ويمكن استخدامه بشكل فعال في تصوير الطعام لإبراز التفاصيل وجمالية الترتيب. يتميز هذا الأسلوب بالبساطة والأناقة، ويعمل بشكل جيد في تصوير الأطباق الرئيسية والحلويات والتوابل والمكونات الغذائية الصغيرة. تتطلب تقنية المحاذاة المتساوية دقة ودراسة للترتيب والتنسيق، حيث يجب تحقيق توازن دقيق في وضع العناصر المتكررة واستخدام الأشكال والألوان بشكل متناغم. يمكن استخدام التقنية لإبراز الجمالية والتفاصيل الدقيقة في العناصر الغذائية، وتوفير تجربة بصرية جذابة للمشاهدين.